العلاقة بین الدین والحضارة فی رؤیة صموئیل هانتنغتون
الملخص
یسلط هذا البحث الضوء على واحدة من أهم الأسس الفکریة لنظریة صدام الحضارات ، التی قدمها أستاذ العلوم السیاسیة بجامعة هارفرد صموئیل هانتنغتون Samuel p. Huntington ( 1927 – 2008م ) ، وهی قضیة العلاقة بین الدین والحضارة ، وأثر الدین فی التصادم الحضاری . وسبب اختیار الموضوع هو أن هانتنغتون یعد واحداً من أبرز المحللین السیاسیین الإستراتیجیین فی الولایات المتحدة . وقد برزت هذه النظریة فی عقد التسعینیات من القرن المنصرم ، وأثارت ردود أفعال مختلفة بین مؤید ومعارض وبین مشجع ومستهجن لها تدفع المرء لسبر غورها ومعرفة أبعادها . بلور هانتنغتون نظریته شکل العلاقة المستقبلیة بین الأمم والشعوب ، مؤکداً على أنها ستتخذ شکل صراع بین الحضارات ، وذلک فی أعقاب انهیار الإتحاد السوفیاتی والکتلة الشیوعیة مطلع التسعینیات . ووجد فی الدین مرتکزاً أساسیاً یمکن من خلاله بلورة العلاقة بینه وبین الحضارة ، على أساس أن یکون لها دوراً خطیراً فی المستقبل ، ووجد فی الإسلام قوة فکریة وبشریة صاعدة سیقدر لها المستقبل أن تؤدی دوراً رئیسیاً فی هذا الصراع .