لقد کانت للحضارة الغربیة انجازات هائلة فی شتى مجالات العلوم والمعرفة خاصة منها العلوم التطبیقیة والتکنولوجیة وتقدمت على اثرها الشعوب والامم وطفرت طفرة هائلة ، وکانت هذه الحضارة قد ورثت الحضارة الیونانیة والرومانیة فی اتجاهاتها ونزعتها المادیة وقد اتبع الغربیون – بشقیهم الشرقیین والغربیین- العدید من النظریات والایدیولوجیات من راسمالیة ومارکسیة وفرویدیة ووجودیة وداروینیة وقومیة عنصریة بالاضافة الى تقدیس العلم المادی وجعله وثنا واله یعبد - کما وصفه بعض المفکرین - یتبعه تقدیس للثروة والمال الى حد العبادة ، فشکل هذا التجاه المادی الى تطور الحضارة الغربیة والانسانیة تطورا مادیا وعلى حساب الجانب الروحی والاخلاقی ، ولذلک فقد اخفقت فی  الجانب الروحی والاخلاقی وحولت المجتمع البشری الى مجتمع متصارع بشع وحشی وکانت النتیجة هی الحروب والدمار والقتال والجریمة والجنون والقلق وانتشار المخدرات والبغاء فی کل ارجاء العالم ، ولهذا فقد تعرضت هذه الحضارة الى انتقادات کثیرة من الکثیر من العلماء والمفکرین بنظریاتها وطروحاتها الفکریة والمادیة فبینوا تهافتها وضعفها ومناقضتها لفطرة الانسان وسویته فاصبح الانسان غریبا فی عالمه قلقا مشوه الفکر والروح ضعیف الایمان لاینظر الى السماء بل یلتمس سعادته من عالمه الارضی وعلمه الذی جعله الها یعبد، وادى ذلک بطبیعة الحال الى انتکاس البشریة وانتکاس حضارتها التی وصفها بعض المفکرین بالحضارة المشؤومة والوحشیة ، وبرزت دعوات کثیرة الى ضرورة تخلیص البشریة من رعونات هذه الحضارة وانحرافاتها وضلالاتها واعادة الانسان الى وضعه الطبیعی وتوازنه الروحی والمادی بعد ان عصفت به هذه الحضارة وجنحت به جنوحا مادیا بشعا ومسخته وغیر طبیعته الاصلیة ، وسوف نستعرض اراء بعض المفکرین فی هذه الحضارة فی ثنایا البحث .