العلاقات المملوکیة – المغولیة فی عهد سلطنة الناصر محمد المملوکی فی ضوء روایة بیبرس الدودار ضمن کتابه مختار الأخبار
الملخص
على الرغم من تعدد الأبحاث والدراسات التی تناولت عصر السلطان الناصر محمد المملوکی الذی شمل حکمه ثلاث حقب بِداء من تاریخ سلطنته الأولى (693-694هـ/1293-1294م) والثانیة التی امتدت بین(698-708هـ/1298-1308م) والثالثة الممتدة(709-741هـ/1309-1340م)، إلا أن هناک العدید من الجوانب التی تتعلق بمعطیات سلطنته فی الحقب المذکورة ما تزال بحاجة إلى المزید من البحث والتمحیص. وتمثل دراسة موضوع العلاقات المملوکیة-المغولیة أحد أبرز تلک الجوانب التی یمکن الخوض فی تفصیل وقائعها من خلال أحد أبرز مؤرخی تلک الحقبة وهو الأمیر رکن الدین بیبرس المنصوری المعروف الدودار، والذی کان یعد من أرباب الدولة المملوکیة عاصر مشاهیر سلاطین الممالیک البحریة أمثال الظاهر بیبرس(658-676هـ/1258-1277م) وابنه الملک السعید(676-678هـ/1277-1279م) والمنصور قلاوون(678-689هـ/1279-1290م) والأشرف خلیل(689-693هـ/1290-1293م)، فضلا عن الناصر محمد، وحضر کبرى المعارک العسکریة التی خاضها الممالیک مع المغول والصلیبین آنذاک، فضلا عن مشارکته بحکم تولیه نیابة السلطنة بمصر فی عهد سلطنة الناصر محمد الثالثة باتخاذ قرارات سیاسیة هامة، لذلک عُدت مؤلفاته عامة ومؤلفه (مختار الأخبار)على الخصوص من أهم المصادر التاریخیة التی تناولت تاریخ تلک الحقبة، فمن خلال(مختار الأخبار) یقدم بیبرس الدودار روایات فریدة عن طبیعة الأوضاع السیاسیة؛ سواء الداخلیة أو الخارجیة فی عهد السلاطین الذین عاصرهم، لاسیما فی عهد سلطنة الناصر محمد، فهو یسلط الضوء على بعض الجوانب التی تکشف النقاب عن طبیعة العلاقات المملوکیة -المغولیة فی عهد سلطنة الأخیر، فضلا عن المراسلات التی جرت بین السلطان الناصر محمد ومحمود غازان حاکم المغول الایلخانات قبیل خوض معرکة مرج الصفر.