تستهدف هذه الدراسة البحث فی مجال النقد المعرفی، الذی نعتقد بوصفه فرضیة للبحث أنه یمثل إبدالا منهجیا یتجاوز مقولات الموت وحدیث النهایات؛ موت المؤلف، وموت الناقد، وموت النص، ومیلاد القارئ، ونهایة التاریخ، التی میزت المناهج السیاقیة، والنسقیة، والنظریات الموجهة للقارئ  والتفکیکیة وغیرها، ویؤسس لنظرة شمولیة للنقد، أساسها البحث فی ما هو جمالی فی النص للکشف عن المعرفی فیه. إذ النقد المعرفی رؤیة عبر تخصصیة تنظر للنقد نظرة شمولیة، تجمع بین ثلاثیة السیاق والنص والمتلقی. وتتأسس على فکرة الاستثمار والاستمرار بدل الموت والإلغاء، وتعلی من الإدراک کقیمة جوهریة فی التفکیر النقدی، وتتخذ من منجزات نظریة المعرفة أدوات للفهم والتفسیر والتأویل.     یأتی مشروع النقد المعرفی لاستیعاب الجهد النقدی الذی توزعته العدید من المداخل الاشتغالیة فی النقد، والتأسیس لإبدال منهجی جدید، قوامه استلهام کل ما من شأنه إضاءة النص الأدبی، بما لا یتعارض مع مبادئ العقل، یمتد فیه نسیج النص إلى السیاق الخارجی وما فیه من قیم کانت سببا فی إنتاج النص، وإلى المتلقی وما یحمله من رؤیة تعید إنتاج النص.     یضع هذا البحث إشکالیة یحاول الکشف عن ملابساتها تتمثل فی: هل قدر النقد أن یتأسس على التناقض والإلغاء؟ وهل یمکن أن یمثل النقد المعرفی إِبْدَالا منهجیا جدیدا لقراءة النص الإبداعی بعیدا عن مقولات الإلغاء والموت التی هیمنت على الرؤیة النقدیة؟ وما هی المداخل القرائیة التی یتخذها النقد المعرفی فی إعادة اکتشاف المعرفة الإنسانیة المبثوثة فی النص باستثمار العدید من الدراسات العبر تخصصیة؟