دلالیة التکرار فی نونیة ابن زیدون
الملخص
لعل من ابرز صور التناسق الجمالی فی ظواهر الأشیاء هو الانسجام فی تکرار الوحدات الجزئیة المکونة للکل، والتکرار فی التعبیر الأدبی هو تناوب الألفاظ وإعادتها فی سیاق التعبیر بحیث تشکل نغماً موسیقیاً یتقصده الناظم فی شعره أو نثره .والتکرار عنصر فاعل فی الخطاب الشعری " تتنوع مظاهره على مستوى الأصوات والأوزان والقافیة والترکیب النحوی ، وفی المعنى"، أی انه لا یقتصر على عنصر بعینه من عناصر البناء الشعری بل یمتد الى کل العناصر، سواء أکانت وحدات الوزن أو القافیة أو الأصوات ، أو البنى الصرفیة والنحویة، یلجأ إلیه الشاعر " لدوافع نفسیة وأخرى فنیة ، أما الدوافع النفسیة فإنها ذات وظیفة مزدوجة تجمع الشاعر والمتلقی على السواء ، فمن ناحیة الشاعر یعنی التکرار الإلحاح فی العبارة على معنى شعوری یبرز من بین عناصر الموقف الشعری أکثر من غیره ، وربما یرجع ذلک الى تمیزه من سائر العناصر بالفاعلیة ، ومن ثم یأتی التکرار لتمییزه بالأداء " .