یعتبر الإعلام المحلی فی عالمنا المعاصر واحدا من الحقائق البارزة فی فی عالم الاتصال و الإعلام ، لما یشهده العالم من تطورات سریعة و متلاحقة فی مجال تکنولوجیا الاتصال و المعلومات ، و ما أفرزته من تغیرات على مستوى المفاهیم و التصورات ، و ما أدت إلیه من تغیرات على مستوى الممارسات الإعلامیة . و یشکل الاهتمام بالإعلام الجهوی هاجسا عاما لدى الکثیر من الدول ، نتیجة التحدیات التی أفرزتها العولمة الثقافیة و الاتصالیة ثم نتیجة ما یمثله هدا النوع من الإعلام کحجاب حاجز ضد الهجمات على الثقافات المحلیة و واقی لها من الذوبان .و بینت الدراسات العدیدة التی أجریت بدول غربیة هدا النوع من الإعلام قد تمکن فی فترة وجیزة نسبیا من تحقیق نتائج مؤکدة على الصعیدین الاجتماعی و الثقافی ، و قد أصبح یوظف کبدیل للصعوبات التی لم توجد حل لها على المستوى المرکزی ، و الإذاعة المحلیة واحدة من أهم وسائل هدا النوع من الإعلام ، حیث تأتی أهمیتها من کونها تتجه أساسا إلى مجتمعات محلیة لها خصائصها الممیزة و اهتماماتها المشترکة ، مما یجعلها وسیلة تعکس هدا الوجود و تناقش قضایاه و مشاکله ، کما تقدم المعلومات عنه و له ، و تقترح الحلول و التوجیه و الخدمات ، و تلبی الحاجات التی لا تستطیع الإذاعة المرکزیة أن تلبیها بالنسبة إلى مجتمعات محلیة متعددة و مختلفة ، و بالتالی اعتبرت الإذاعة کوسیلة مساعدة اجتماعیة تقوم على ربط علاقات خاصة مع المستمعین الدین هم من بیئة واحدة ، تجمعهم وحدة القضایا و الاهتمامات ، فإن الغایة الأسمى من إقامة إعلام محلی بصفة عامة و إذاعات محلیة بصفة خاصة فی الدول النامیة و التی تصنف الجزائر من بینها هی غایة تنمویة و على جمیع الأصعدة بالدرجة الأولى  ، لما له من دور فعال فی التبشیر بالقیم الجدیدة و العمل على تطویر الحیاة الاجتماعیة و السلوک الاجتماعی ، و تغییر العادات البالیة إلى سلوکیات أفضل بما یتلاءم مع ظروف الحیاة العصریة التی یسعى إلیها المجتمع ، کما تعتبر الإذاعة المحلیة الوسیلة التی یستخدمها المجتمع المحلی للتعبیر عن ذاته . و من هنا اتضح دور الإذاعة المحلیة فی المجتمعات باعتبارها جزءا من منظومة المجتمع کالتربیة و التثقیف و التنمیة الاجتماعیة و زیادة المعرفة فی مختلف المیادین و کذا التعبیر عن انشغالات و اهتمامات جمهورها و تزویده بکافة المعلومات و آخر  المستجدات سواء المحلیة ، الوطنیة أو الدولیة فتنوعت برامجها و تناولت جمیع المواضیع التی تهم المواطن سواء السیاسیة ، الثقافیة أو الدینیة  و  الاجتماعیة ، و علیه ارتأینا أن یکون موضوع مذکرتنا هو" الدور الاجتماعی للإعلام المحلی" و ذلک بتسلیط الضوء على برنامج یعنى بالقضایا الاجتماعیة .