ابو بکر الزبیدی 316 - 379 هـ
الملخص
لم یتجاسر أشد الناس عداوة للعرب والمسلمین ، على أن ینکر ما کان لهم من فضل فی اخراج العالم کله من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة والعلم . ولقد ظلت لغة العرب وطابع العرب وکثیر من شمائلمهم ملازمة بالحیاة فی بلاد الأندلس . فی شتی میادینها طیلة حکمهم لها و بعد جلائهم عنها دهرا طویلا وفی القرون الأولى من الفتح نشط الأندلسیون من عقالهم واکبوا على العلم یردون مناهله ویستزیدون منها . وسحرتهم اللغة العربیة فاتخذوها لغة لهم . وقد ذکر المؤرخون أن منجیش الفاتح کان خلوا من النساء . ولذلک کان لابد لرجاله من التسری والتزوح والامتهان من بین المغلوبین . ومن هنا کانت لغة التخاطب التی یمکن تصورها . وبخاصة فی الجیل الأول من ابناء أولئک النساء الأندلسیات . ولکن اللغة الفصحی کانت لغة الکتابة والخطابة والتعلیم . وقد دفعهم الحرص على سلامتها إلى أن یضعون کتبا فی لحن العامة ، ویصلحون مایشبع من الاخطاء و ممن ألف فی هذا الفن صاحبنا ابو بکر الز بیدی -رحمه الله- . وقد خلف الفتح الإسلامی فی هذه البلاد أسفارا علمیة یعجز الإحصاء عن عدها و بیان قدرها . ولکن جل هذا الأسفار قد مضی مع احداث الزمن ، ولم یبقى منه الا الذکرى التی تثیر اعجاب الباحث . کما تثیر شعور الالم الممض . الذی قد یمتزج بشعاع من امل فی الظفر بشیء منها . وکان علماء المشرق و علومهم ، مثلا اعلى عناد الأندلسیین فکانوا اذا امتدحوا واحدا منهم تنبوغه شبهوه بمن یناظره من علماء المشرق .