ان موضوع العلم اللدنی أو الالهام والکشف الذی یهتم به الصوفیة وینادون به من العلوم التی اختلف فیها العلماء والباحثون بین الإفراط والتفریط فمنهم من انکره مطلقاً ونسبه الى الافلاطونیة الحدیثة أو الغنوصیة أو الى الشیاطین وایحاءاتهم، ومن الصوفیة والعلماء من ایده بشکل مطلق مثبتاً وجوده اخذاً بکل ما یأتی عن طریقه، الا ان رأى المعتدلین من الصوفیة والعلماء والباحثین الذین اتخذوا المنهج الوسطی بین الافراط والتفریط، اثبتوا وجوده الا انهم قالوا بالاخذ منه مع ما یتفق مع الشریعة الاسلامیة ورفض کل ما یخالفها ذلک ان فی حالات الالهام التی تأتی الى المرء قد یمازجها شیء من ألاعیب الشیطان الذی یجری من ابن ادم مجرى الدم، ولذلک یجب عرضه على الشریعة، ویکونون بذلک قد اثبتوا وجود التجلیات الالهیة والمنح الربانیة للعلوم الالهامیة لمن یشاء الله عز وجل ان یعطیه منها کثمرة من ثمرات التقوى والاخلاص وتطهیر القلوب والتقرب الیه عز وجل ولاولیائه واحبائه فیختصهم الله بهذا النوع من العلم فی بعض الاوقات کهبة الهیة ومنحة ربانیة.