ظاهرة التصغیر في معجم الصحاح للجوهریّ(ت 393هـ) دراسة وصفیة تحلیلیة
الملخص
تُعد المعاجم مصدراً مهماً، ومیداناً رحباً، وثروة لغویة هائلة؛ لما تحویه من مفردات تمثل تراثاً خالداً، تکشف لنا عن ثروة لغویة فی مجالات اللغة المختلفة. وقد تنوعت أشکالها ،واختلفت مناهجها، وتفرعت اختصاصاتها، وازدادت أهمیتها مع مرور الزمان. وقد وقع اختیارنا على أحد هذهِ المعاجم لعلم من أعلام اللغة العربیة فی القرن الرابع الهجری، وهو الجوهری صاحب معجم الصحاح، والذی عُرِف عنه أنَّه یزاوج بین اللغة والنحو والصرف، فکانت له درایة واسعة بکل هذه العلوم، وهذا ما جعلنا نجمع آراءه فی التصغیر فی بحثنا هذا. والتصغیر لیس مجرد تغییر وتحویر فی بنیة وصیغة الکلمة وإنّما یؤتى به لیدل على دلالات متنوعة متضادة-أحیاناً-لم تحملها صیغة صرفیة أخرى، منها: التحقیر، وتقلیل العدد والکمیة، وتقریب الزمان والمکان، والتحبب، والترحم، والتعظیم. وقد اعتنى علماء العربیة بدراسة مبانیه ومعانیه، فکانت دراستهم ترکز على المعنى من خلال المبنى، وقد وضع العلماء قواعد خاصة لهذه الظاهرة أشار الجوهری إلى معظمها فی صحاحه من خلال ذکر تصغیر المفردات التی یشرح معانیها، لذلک هدف البحث الى إبراز هذا الجانب عنده وذلک بإدراج رأیه فی أول المسألة ، مع بیان آراء العلماء فی ذات المسألة إنْ وجدت، بغیة الإحاطة بمسائل التصغیر التی من شأنها أن تثری الدرس الصرفی.