یتضمن الخطاب القرآنی لغة إبداعیة أثارت المخاطَب للتأمل والتفکیر للکشف عن البؤر الاستفزازیة وصولاً إلى الدلالة المستوحاة من التنظیم الأسلوبی المفارق لما هو متعارف علیه من الخطاب البشری، وهذا ما جعل الباحث یعمد إلى الأسلوبیة فی ممارسته التحلیلیة بعدّها واحدة من أبرز المناهج النصیة التی تنطلق من لغة النص والعلاقات النصیة المتداخلة وفق منهج أدبی حدیث؛ لإثبات إعجاز القرآن الکریم، فجسدت سورة العنکبوت بکافة أنماطها التعبیریة عبر مستویاتها الثلاث   (الترکیبی والدلالی والصوتی) مادة أعجزت المخاطَب وتحدته عن إنکار الحقیقة الیقینیة التی تدور حولها السورة ککل فی وحدانیته ـ سبحانه وتعالى ـ وفکرة الضد مابین الانصیاع لأوامره وعدمه، بأسلوبیة أغرت المتلقی وشدته لتتبع الآیات الکریمات للوصول إلى الدلالة المرکزیة لمقصدیة المخاطِب.