تشکل العلاقة الجدلیة بین بیان الحرکة الطبیعیة للجسد ، والبیان الکلامی القائم على المنطق فکرة متجذرة عبر التأریخ فی مدونات العرب والغرب ، فقد کانت لها عنایة کبیرة فی المدونات العربیة الأولى التی تتحدث عن البلاغة والفصاحة ، ولا سیما التی تمثلت بالبیان والتبین عند الجاحظ الذی أکد على أهمیة البیان أو البلاغة وحرکة الجسد وما یشیر إلیها من دلالات ذات طابع تعبیری جسدی ، أی ما تفرزه الطبیعة فی توظیف الشاعر لغة الإشارة (الجسد) للتعبیر المجازی عن دلالات کثیرة ، ویمکن عد الاتصال غیر المباشر من البلاغة السیمیائیة التی یمکن أن توضع فی حقل الایجاز ، فقد کانت الفراسة ومعرفة الإشارة ، والعلامات الطبیعیة والجسدیة من الأمور التی کانت معروفة عند العرب ، ومرتبطة بالحیاة الصحراویة فکل شیء فی الصحراء یمثل بلاغة جسدیة واشارة غیر مباشرة ، فلغة الجسد یقصد بها أنها تلک العلامات الدالة على الحرکة أی تتعلق بحرکة الرأس والجسد ، وبشکل عام فإن هذه العلامات من أکثر وأهم التعبیرات التی ترتبط بالجسد واوسعها شمولاً ، وشیوعاً