دراسة للحباب الفخاریة المکتشفة فی موقع باشطابیا فی الموصل
الملخص
منذ وجود الإنسان على وجه البسیطة وامور متعددة کانت تشغله و مشاکل جمة کانت تجابهه ، منها : الظروف الطبیعیة القاسیة والوحوش الکاسرة ورغبته فی البقاء وتهیئة الطعام . هذه العوامل و غیرها کانت دافعة للانسان و محفزة له على ابتکار واختراع وسائل متعددة عبر آلاف السنین اصبحت فیما بعد اسسا راسخة للحضارة الانسانیة الحاضرة .
ویعد العصر الحجری الحدیث انقلابا فی حیاة الإنسان حیث اکتشفت فیه معظم تلک الوسائل، ومنها : صناعة الفخار بوساطة الدولاب الذی ساعد على عمل الأوانی الفخاریة والتی استخدمت فی وسائل متعددة ، منها : حفظ الطعام والطبخ وخزن الحبوب و تبرید الماء أو الاستعمالها فی الطقوس الدینیة و الهدایا الدفنیة لان الاوانی الفخاریة خفیفة الوزن سهلة الصنع اذا ما قیست بالأوانی الحجریة التی استخدمها الانسان فی بدایة الامر .
وقد تعددت الأوانی الفخاریة وتنوعت من حیث الشکل و الزخارف وطریقة الصنع والمواد بتعدد العصور والأقوام حتى غدا الفخار من الأدلة المهمة التی تأخذ بین الاثاریین لتحدید المواقع الأثریة وازمانها.
ولست بمسرف إن قلت : أن هذه الصناعة تبوأت مکانة سامیة فی العصر الاسلامی لان الفخرانیین المسلمین لم یکونوا مقلدین بل مطورین ومبتکرین .
ولقد اکتشفت هیئة التنقیب والصیانة الأثریة التابعة لجامعة الموصل موقع باشطابیةاشکالا متنوعة من الأوانی الفخاریة کالاباریق والحباب الکبیرة والصحون والمسارج .
ولما کانت الحباب الکبیرة المزخرفة اهم الانواع المکتشفة من شکلها دقة الصنع واختیار المادة وتنفیذ الزخرف وتعدد اشکاله . فقد اخترناها موضوعا لبحثنا هذا لعلنا نکشف جانبا مهمة من جوانب هذه الصناعة مدینة الموصل .
وزیادة فی وضوح الدراسة ، قررنا تقسیم البحث إلى عدة نقاط اتخذ اسسة للبحث ، هی : المادة وطریقة الصنع والشکل العام ثم الموضوع الزخرفه بالاضافة إلى دراسة تحلیلیة لانواع العناصر الزخرفیة وطرق تنفیذها ، النهایة مناقشة تاریخ هذه الحباب للاهتداء إلى زمنها التقریبی .