تنمیة صناعة الطاقة المتجددة فی مدینة الموصل باستخدام نظم المعلومات الجغرافیة والاستشعار عن بعد

تعد الطاقة المتجددة من الضروریات الأساسیة التی اعتمدتها العدید من الدول فی تحریک عجلة التنمیة إلى الأمام، ویعد معدل استهلاک الطاقة مؤشرا الى تقدم الأمم والشعوب، فالطاقة الکهربائیة تمثل البنیة التحتیة لمختلف الأنشطة المعاصرة التی تعتمدها العدید من الدول فی نموها الاقتصادی، ولا تؤخذ  برامج تنمیة الطاقة فی الحسبان مالم تکن هناک خطط تنمویة تعنى بالتغیر والتقدم وعدم الاستنزاف لمصادر الوقود الأحفوری الذی أخذ بالنضوب فی الآونة الأخیرة بسبب زیادة الطلب على الکهرباء وارتفاع اسعار النفط، وتکمن اهمیة البحث فی امکانیة ایجاد مصدر جدید للطاقة الکهربائیة  وهی الطاقة الشمسیة من حیث کونها خطوة مهمه لحل مشکلة أزمة الطاقة الکهربائیة فی مدینة الموصل وبدایة الاکتفاء الذاتی للطاقة .
     ویهدف البحث الى التعرف الى مفهوم تنمیة صناعة الطاقة المتجددة وانواعها فضلا عن معرفة اثر المقومات الجغرافیة الطبیعیة فی مدینة الموصل وتوضیح دورها فی امکانیة تنمیة صناعة الطاقة المتجددة ولمعرفة المواقع الملاءمة لإقامة مواقع خلایا الطاقة الشمسیة وانشائها فی منطقة الدراسة . اذ تعد مشکلة انقطاع التیار الکهربائی من المشکلات الاساسیة التی تواجه الدولة العراقیة منها مدینة الموصل مما دعانا الى دراسة هذه المشکلة من خلال الطاقة المتجددة للوصول الى طرق واسالیب لحلها .
     وعلى هذا الاساس تم استخدام طریقة الملائمة المکانیة کاحد الطرق العلمیة فی التحلیل المکانی للوصول الى انسب الامکان الملائمة لتحدید مواقع للخلایا الشمسیة فی المدینة من خلال تصمیم متکامل للعمل یتم من خلاله تحدید المواقع المناسبة لوضع الخلایا الشمسیة  وقد اظهرت الدراسة وجود ثلاث مستویات من الملاءمة المکانیة لاختیار مواقع الخلایا الشمسیة هی مناطق غیر ملاءمة تشغل مساحة 2.8 کم2 بنسبة 1.4% من مساحة مدینة الموصل وشملت المناطق التی تکون فی ظلال التلال المواجهة للإشعاع الشمسی التی تکون انحداراتها باتجاه الشمال کما فی احیاء الیرموک والاربجیة ومناطق ملاءمة بدرجة متوسطة وتشغل مساحة 115.9کم2 بنسبة 58.2%  وتشمل اغلب مناطق مدینة الموصل کما فی احیاء الکرامة والدواسة ومناطق ملاءمة بدرجة عالیة تشغل مساحة 80.3 کم2 بنسبة 40.3% وتشمل اغلب مساحة المدینة وتزداد فی شرق وغرب المدینة کونها مناطق مرتفعة وانحدارها باتجاه الجنوب تستلم کمیات کبیرة من الاشعاع الشمسی کما فی احیاء العربی و17 تموز.