العلاقات الكويتية الايرانية 1961-1988 م
الملخص
تعد العلاقات الكويتية-الإيرانية بين 1961 و1988 فترة محورية في تاريخ المنطقة، إذ شهدت تطورا متقلبا بين التعاون والتوترات السياسية في بداية هذه الفترة، ومع استقلال الكويت في 1961، كانت العلاقات بين الكويت وإيران مستقرة نسبيا، إذ سعت إيران تحت حكم الشاه إلى تعزيز علاقاتها مع دول الخليج العربية، بما في ذلك الكويت، من خلال التجارة والنفط، كما كانت الكويت تسعى لتأمين استقرارها الاقتصادي من خلال علاقات تجارية متنوعة، بينما كانت إيران تسعى لتوطيد مكانتها الإقليمية.
رغم التعاون، نشأت بعض التوترات بين البلدين حول القضايا الحدودية، إذ حاولت إيران توسيع مياهها الإقليمية، ما أثار قلق الكويت بسبب مصالحها البحرية والنفطية، على الرغم من هذه الخلافات، استمرت العلاقات السياسية بشكل دبلوماسي، إذ حافظت الكويت على سياسة الحياد في الصراعات الإقليمية.
لكن الأمور تغيرت مع الثورة الإيرانية عام 1979، التي أسفرت عن قيام الجمهورية الإسلامية بقيادة الخميني، أثرت الثورة على العلاقات مع الكويت، إذ بدأ النظام الإيراني الجديد يشكك في نوايا دول الخليج، بما في ذلك الكويت، خاصة في ظل الخوف من تأثيرات التيارات الثورية الإيرانية والوجود الأمريكي في المنطقة.
مع بداية الحرب الإيرانية-العراقية في 1980، دخلت العلاقات مرحلة من التوتر الشديد، رغم إعلان الكويت حيادها، فقد قدمت مساعدات مالية غير مباشرة للعراق، ما أثار غضب إيران، بالمقابل شعرت إيران بالقلق من دعم الكويت للعراق، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين البلدين.
وفي نفس الوقت، بدأ التدخل الإيراني في شؤون البحرين والإمارات العربية المتحدة، وهو ما اعتبرته الكويت تهديدا لأمنها القومي، هذه التحولات السياسية دفعت الكويت إلى تعزيز تحالفاتها مع القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة، لضمان الاستقرار الإقليمي.