المظاهر الفنیة فی روایة سکاکر البرجس

یُعد الأدب وسیلة من الوسائل التی یستخدمها الانسان للتعبیر عمّا یجول فی خاطره من افکار ومشاعر وفسحة روحیة یلجأ الیها بحثاً عن تجارب تحاکی تجاربه الحیاتیة ، وقد یختلف أسلوب الأدب بإختلاف الفن الذی یلجأ إلیه الأدیب للتعبیر عن أفکاره ومشاعره تجاه المواقف الحیاتیة التی یتعرض لها ، ولکل فن فی الأدب العربی عناصر ومقومات یرتکز علیها وفی مجموعها یتشکل هذا الفن ، والروایة من الفنون التی تحتوی على العدید من العناصر التی بدونها تفقد الروایة قیمتها ، وقدرتها على إیصال الأفکار . وتُعد روایة (سکاکر البرجس) للکاتب سالم صالح سلطان من الروایات الموصلیة التی تزخر بالعدید من المظاهر الفنیة المتماسکة ومنها (الوصف والحوار والشخصیة) وهذا ما جعل منها میداناً واسعاً للبحث الممتع والدقیق . وقد جعل الکاتب من مدینة (الموصل) مکاناً لأحداث روایته, وجعل من الحرب التی شهدها العراق بعد عام (2003) زمناً لسیر هذه الاحداث, فقدَّم فی ثنایا روایته نتائج هذه الحرب وانعکاساتها على مدینة الموصل وعلى سکانها من کافة النواحی السیاسیة والإجتماعیة والإقتصادیة وذلک من خلال عناصر الروایة المختلفة وخاصة الشخصیات والتی کانت فی معظمها بسیطة من الناحیة الاجتماعیة والثقافیة .