البنیة الحواریة فی شعر بشرى البستانی (قصیدة مخاطبات حواء) أنموذجاً
الملخص
أصبحت مجالات الدرس النقدی کثیرة جدا، ومنفصلة عن بعضها مثل: التناص، والبنیة السردیة، والرؤیة، والبنیة الحواریة، والشعریة، والجمالیة، الخ من المصطلحات النقدیة الحدیثة التی یمکن دراستها فی مجالات عدة کالرسم، والشعر، والمسرح، والروایة، والقصة، والموسیقا. لذا سنتناول فی هذا البحث مقاربة البنیة الحواریة فی شعر بشرى البستانی کون، الحوار تقنیة بارزة فی الشعر العربی الحدیث، وشعر بشرى البستانی لا یخلو من هذه التقنیة کما تلمسناه عند غیرها من الشواعر.
فقد تم توظیف تقنیات عدیدة لما تملکه الشاعرة من ثقافة عمیقة وتقنیات فنیة واسلوبیة جعلتها تستخدم الرمز، والاسطورة، والحوار، والتناص، والانزیاح، وغیرها من الرؤى النقدیة التی جعلت اللغة الشعریة عند الشاعرة ذات ایقاع داخلی تخاطب مشاعر واحاسیس القارئ، إذ تعد قصیدة (مخاطبات حواء) أنموذجاً لتوضیح تقنیة البنیة الحواریة والتی تم فیها استحضار حواء لتکون صوتاً حواریاً تتضح من خلالها صورة حواء فی بناء فنی متماسک، فیتم التناغم الحسی والجسدی مع أدم لتتجلى بدایة الخلیقة بمشاهد بانورامیا شعریة بوساطة البنیة الحواریة لیمتزج النص الشعری مع النص النثری متولداً لغة جدیدة تتسم بها قصائدها الشعریة مکونة باقة شعریة بلغة فنیة ذات رؤى واتجاهات متعددة.