الأسطول الفاطمي نموذج للتفوق البحري الإسلامي 212-365هـ/827-976م

اهتم الفاطميون بالاسطول البحري وإنشاء الموانئ لتحقيق أهدافهم في اقامة دولة عظيمة في البحر المتوسط وبخاصةً بعد فتحهم جزيرة صقلية وجعلها قاعدة لأسطول كبير يحقق تنفيذ مشاريعهم البحرية .إستهل الأسطول الفاطمي نشاطه المبكر في حوض المتوسط الغربي بتدعيم سلطان الفاطميين بشمال أفريقية وبسط سيطرتهم على الجهات الساحلية واستطاعت المراكب الفاطمية أن تغزو جنوب فرنسا ومدينة جنوة وتستولي على مدينة بيزا الايطالية فأصبح الأسطول الفاطمي متحكماً بمياه البحر المتوسط ، وقد بلغت قوته درجة كبيرة وتفاقم خطره على الأساطيل البيزنطية حيث ضاعف من غاراته عليها من موانئ المغرب وثغوره حيثُ نجح في رد غزوات الروم .وكان للبحرية الفاطمية شأن آخر في بلاد المغرب ومصر فيما بعد على عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الذي جعل غرب البحر المتوسط بحيرة فاطمية فاتخذ من المهدية وسوسة والمنصورية وغيرها من الموانئ أماكن تأوى اليها سفنه . فالأسطول الفاطمي يمثل العامل الأكبر في انتصارات الفاطميين البحرية ويعود اليه الفضل في تزويد جوهر الصقلي بالامدادات في أثناء سيطرته على مصر . وقد عنى الفاطميون عناية كبيرة بالأسطول ورجاله في المغرب وحتى بعد رحيلهم الى مصر . وقد قدّرت سفن الأسطول الفاطمي التي بنيت في دور الصناعة المصرية على عهد الخليفة المعز بأكثر من (600) قطعة مختلفة الأشكال والأحجام وكان رجال الأسطول يشغلون مكانة سامية بين موظفي ديوان الجيش وكان صاحب ديوان الجيش هو أمير الأسطول .