التدبيج في القرآن الكريم
الملخص
العين وسيلة الاتصال المباشر مع الكون ، يجذبها اللون بتنوّعهِ ، مما يجعل الانسان يتأثر ، فحيناً تتحقق البهجـة والراحة والسـرور ، وحيناً الكآبة والحزن والنفور ، فللألوان تأثيراتها المختلفة ، والتدبيـج الذي يتناوله هـذا البحث يرتبط بالألوان في حدود التعبير القرآني ، إذ ضمّت الكثير من الآيات مختلف الألوان التي جاءت للتعبير عن دلالات مختلفة .وقد اعتمد البحث منهجاً تحليلياً لبعض هذه الآيات على سبيل الاختيـار مع عرض دلالات الألوان في الآيات الأخرى ضمن جـدول النتائج ، وقد بدا للبحث جملـةٌ من دلالات التدبيج في التعبير القرآني منها أنّ اللون يرتبط بدلالة معيّنةٍ على وفق السياق الذي يَرِدُ فيه والمعنى الذي يؤدّيه، فالتدبيج باللون الأصفر جاء مرّةً لإدخال السرور إلى نفس الناظر ، ومرّةً للتعبير عن الإفساد والدمار والفناء ، وثالثةً لِلون حمم النار ، وهكـذا الأبيض للتعبير عن وجوه أهل السعادة يوم القيامة حيناً ، وعن ذهاب سواد العين حزناً حيناً آخر ، وهكذا الأسود عن الحزن والندم والخسران ، والأخضر للجنة ولباس أهلها وللخصب والأمل والنمو، وغير ذلك من الدلالات المختلفة . وهكذا نجـد أنّ التدبيج واستخدام اللون في التعبير القرآني ليـس تزييناً ونقشاً ظاهرياً ، وإنما للتعبير عن المعاني والمقاصد التي يهدف إليها القرآن الكريم ..وقد جاء هذا البحث على مبحثين بعد تمهيد ضمّ التعريف بالتدبيج ووظائف الألوان ودلالاتها،وضمّ المبحث الأول اللون المباشر في القرآن الكريم ، وتنـاول الثاني اللون غير المباشر ، وعلى محاور ثلاثة في كل منهما ، وقد أثبت البحث أنّ اللون وسـيلة مهمة من وسائل التعبير ، ولا يزال كنزاً مخبوءاً يحتاج للبحـث والاستقراء والتحليـل مع إمكانية دراسـته من نواحي أخرى لغويـةً ونفسية واجتماعية وطبيّة ، ذلك أنّ اللون في القرآن متغلغل في ثنايا الآيات ويُعدّ ظاهرة فريدة من مظاهر التعبير الفني والجمالي وحلية لفظية متناسقة في النص لتؤدي وظائف مهمة إلى جانب الوظائف التعبيرية التي حفل بها القرآن الكريم .