نظرة تاریخیة فی أوضاع التعلیم فی الجزائر خلال العهدین العثمانی – الفرنسی وحتى قیام الحرب العالمیة الأولى (1518 – 1914) . المدارس أنموذجاً

یشکل التعلیم جانب مهم من الجوانب الثقافیة والاجتماعیة فی تاریخ الجزائر خلال العهدین العثمانی والفرنسی ، ونظراً لتنوع هذا الجانب من مدارس وزوایا ومساجد وتکایا وکتاتیب ؛ لذلک رکز البحث على جانب المدارس ، نظراً لأهمیة المؤسسات التعلیمیة الجزائریة منذ دخول العثمانیین للجزائر، وما شهدتها من تطوراً ثقافیاً ودینیاً وعلمیاً  ، ومن ثم کیف بدأت هذهِ المدارس تأخذ منعرجاً خطیراً فی مستویاتها الثقافیة والعلمیة فی ظل سیاسة فرنسا التعلیمیة منذ احتلالها للجزائر عام 1830م ، بسبب استیلائها على مؤسسات الاوقاف التی کانت بمثابة المصدر الاساسی للحرکة التعلیمیة والثقافیة فی الجزائر على مر العصور التاریخیة ، وکیف حاولت بهذه السیاسة القضاء على الشخصیة الوطنیة وطمس مقوماتها عن طریق رسم اهداف تتمثل فی القضاء على التعلیم العربی الحر فی الجزائر، وتغییر ثقافة الشعب والتأثیر فیه ؛ لإبقائه یعیش التبعیة المباشرة ، ولا یخرج عن السیطرة من خلال تأسیسه للمدارس فی عموم الجزائر حتى قبیل الحرب العالمیة الاولى ، رغبةً منها فی محاولة لإدماج الشعب العربی الجزائری فی المجتمع الأوروبی ، والتی ستنقله – حسب زعمهم – نحو الحضارة والتطور.