مراقبة فیضان نهر دجلة وتأثیره على المناطق السکنیة والسیاحیة فی مدینة الموصل باستخدام المرئیات الفضائیة للقمر الاصطناعی Sentinel-2

یعد العراق من الدول ذات الوفرة المائیة لما یحتویه من مصادر مائیة تتوزع بین دائمیة وموسمیة الجریان، حیث یعتبر نهر دجلة أحد أهم هذه المصادر مما یستدعی ضرورة مراقبة التغیرات الحاصلة فی مجرى هذا النهر ودراسة المتغیرات البیئیة والمناخیة والتعرویة التی تعمل على تغییر الخصائص المورفوداینامیکیة لهذا المورد، خصوصاً فی السنوات المطیرة التی تسبب فیضانات وکوارث بشریة مثل ما حصل فی حادثة غرق العبارة فی مدینة الموصل. من هذا المنطلق جاء الهدف الرئیس للدراسة الحالیة والذی یتناول مراقبة مقطع من حوض نهر دجلة فی بدایة دخوله الى مدینة الموصل ودراسة تأثیرات تغیر منسوب المیاه خلال المواسم المختلفة على أکتاف النهر وتأثیراتها على عملیات البناء السکنیة العشوائیة بالقرب من النهر. تم استخدام المرئیات الفضائیة للقمر الاوربی الجدید Sentinel ذو دقة التمییز المکانیة العالیة والتی تصل الى 10 م لکل بکسل، والذی کان آخر إطلاق لسلسلته فی نیسان 2018. کما تم استخدام برنامج نظم المعلومات الجغرافیة الکمی الجدید QGIS لمعالجة البیانات الفضائیة واستخدام وسائل المعالجة الرقمیة لاستخلاص المعلومات ومراقبة التغیرات فی مقطع من النهر. إذ تم إعتماد مرئیتین فضائیتین لفترتین متعاقبتین من الزمن (2018 و2019) مصححة ومرجعة جغرافیاً لهذا القمر. وخلص البحث إلى أن الزیادة فی مساحة مقطع النهر لمنطقة الدراسة بلغت 1.105 کم2 بین السنة المطیرة والسنة القلیلة الأمطار أی بزیادة تقریبیة تتجاوز 50%. لذا یوصی الباحثون بمنع تشیید أی مناطق سکنیة أو مناطق سیاحیة على أکتاف نهر دجلة داخل مدینة الموصل بمسافة لاتقل عن 50% من المساحة السطحیة لأی مقطع للنهر داخل المدینة واضافتها للمناطق المحرمة.