انفتاح الكتابة السردية في السرد ما بعد الحداثي: ما وراء القص في روايات أحمد سعداوي

شهدت الرواية العربية تحولات كبيرة بعد الستينات القرن الماضي، واستفادت كثيراً من الأنماط الكتابية للسردية ما بعد الحداثية؛ وذلك بتحطيم القواعد الفنية المألوفة متجاوزة التنميط والنمذجة في أشكالها، واستندت إلى استخدام تقنيات السرد ما بعد الحداثي من هدم العلاقات بكسر التماسك واستبداله بمنطق التفكيك والتشتيت، فضلاً عن ذوبان الحدود الفاصلة بين الضمائر وانتقال الراوي من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم وبالعكس، ونفي الإيهام بواقعية العالم السردي، وانفتاح النص على الأشكال الأدبية الأخرى والتاريخ، والعودة إلى الماضي واستزاره من جديد، وذلك عن طريق استخدام مجموعة من التقنيات السردية من أهمها تقنية ما وراء القص التي تتسم بالانعكاسية الذاتية أو الوعي الذاتي والتي عن طريقها يشتغل السرد على ذاته بذاته، وذلك بتراجعه عن تمثيل العالم الخارجي لحساب تشكيل، ومساءلة عالمه الداخلي. اقتضت طبيعة البحث تقسيمه على تمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة؛ يعالج التمهيد نزوح السرد ما بعد الحداثي نحو الانفتاح في الكتابة وكذلك تمّ التعرف على مفهوم (ما وراء القص)، ويأتي المبحث الأول بعنوان: ما وراء القص والتنظير النقدي واشتمل الحديث على اشتغال السرد على ذاته بالتعليق والتنظير النقدي، ويأتي المبحث الثاني بعنوان: ما وراء القص والاشتغال على إنجاز عمل كتابي (المخطوط)، إذ يقوم الروائي بإنجاز عمل كتابي له أو للآخرين وما يسمى بالمخطوط وإعادة توظيفه في روايته، أمّا المبحث الثالث فيأتي بعنوان: ما وراء القص وانتهاك مستويات السرد، واشتمل على الانتهاكات السردية من قبل الروائي أو السارد بتطفله على عالمه السردي وتدخله في محاورة الشخصيات الروائية أو القارئ مباشرة، وتحتوي الخاتمة أهم ما توصل إليها البحث من النتائج. وثبتنا في قائمة المصادر والمراجع المصادر التي استخدمناها في كتابة هذا البحث.