القصيدة الدعديّة بين السياقات التّاريخيّة والتشكيل النصي
الملخص
قصيدة من عيون تراثنا الشعري، استشعر القدماء روعتها وأصالتها وتفرّدها فأطلقوا عليها اسم اليتيمة أي التي لا شبيه لها ولا نظير، قصيدة تروي قصة حب عجيبة بين أميرة وشاعر تناقلتها الأجيال في إطار من الغموض . وإن من العجب أن تكون أكثر القصائد شهرة بين الأدباء ورواة الشعر بلا صاحب، وخاصة لما عرف عن رواتنا من الدقة وتحري الصواب في الإسناد، ويصل عجبنا إلى منتهاه حينما نعرف أن سلسلة طويلة من النسب والعنعنة تتوافر لهذه القصيدة ولكنها تقف عند الرواة ولا تتجاوزهم إلى اسم هذا الشاعر القدير الذي صاغ حبه في قصيدة كتبتها أنامل الابداع. إنها القصيدة المشهورة باليتيمة أو القصيدة الدعدية التي تنسب إلى أكثر من شاعر أكثرهم من أفذاذ الشعراء مثل ذي الرمة وأبي الشيص وعلي بن جبلة المعروف بالعكوك وغيرهم, وحتى حين نكاد نصل إلى اسم مبدعها نجد أنه نكرة بين الشعراء ونرى هالة من الغموض تحيط به ذلك هو دوقلة المنبجي كما تؤكد بعض المصادر، فلا ندري على وجه اليقين من الشاعر؟ وهل هو تهامي أو عراقي أو نجدي؟ وهل حقاً ادعاها أربعون شاعراً؟ وما زمن القصيدة هل هي جاهلية أو أموية أو عباسية؟ وما عدد أبياتها بالتحديد؟ لذلك آثرنا أن نشتغل على هذا المبحث الذي وسمناه ب" القصيدة الدعديّة بين السياقات التّاريخية و التشكيل النصي" وقد قسمت هذه الدراسة الى المحاور الآتية:(1- مدخل مفهومي ، 2- السياق التاريخي للقصيدة ، 3- صياغة النص ، 4- إعادة صياغة النص ، 5-خاتمة)