التوازي في شعر الزهد لأبي العتاهية -دراسة تحليلية-

إنَّ دراستَنا لدلالة التوازي في شعر أبي العتاهية، تدور حول لغته الشعرية من جهة الأصوات والصيغ الصرفية والتراكيب النحوية، وقد تناولنا توازي هذه القضايا في شعره لمعرفة الموسيقى المتوَلَّدة من الأصوات والصيغ والتراكيب، فضلاً عن الدلالات التي تخرج إليها، إذ لا تقتصر وظيفة التوازي على الناحية الجمالية، أو الإيقاع الموسيقي فحسب، وإنما تتعدى إلى المعنى، وما تخرج عنه من دلالات، وهذا ما توصلنا إليه عبر دراستنا شعره.وقد أجاد شعراء العصر العباسي الأول استعمال اللغة في بناء قصائدهم، فجاءت لغتهم سهلةً، من حيث الأصوات والصيغ والتراكيب، حيث اعتنَوا باختيار العبارات بإتقان، حتى تؤدي الغرض المطلوب، مما منح نصوصهم بُعداً موسيقياً، جرّاء عنايتهم الفائقة بتَكرار الظواهر اللغوية وتوازيها على نحو لافت للنظر، إذ أضفى هذا التكرار تماسكاً في البناء الفني للقصيدة ومنحها موسيقى عالية، فضلاً عن الدلالات التي تخرج إليها.