شعرية النص الخبري كتاب الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي- أنموذجا
الملخص
عند معاودة قراءة نصوص أبي حيان التوحيدي ٤١٤ه في ضوء ما زخرت به الرؤى النقدية المعاصرة من تيارات وتوجهات، نجد ان كثيراً من مضامين نصوصه وتشكيلاته التعبيرية بدت اكثر عمقاً واكثر شعرية، ولعل الأيديولوجيا المبطنة التي رافقت الكتاب آنذاك كان لها الدور الأكبر في توجيه ذلك الخطاب، فلم تكن اختيارات التوحيدي عشوائية، بل متعمقة حد الابداع، لاسيما في سرد الخبر وروايته، والمنطق الذي تعاقبت فيه النصوص، وتصاعده على وفق رؤية التوحيدي المتشائمة لموضوع الصداقة، ودور الصديق وتأثيره، فتعاقبت النصوص على وفق حركة معرفية متصاعدة واشبه بالمتكاملة وعليه كان لابدَّ من تقديم قراءات تتجاوز المألوف والظاهري كذلك، والبحث في شعرية التفاصيل، وأن كانت اخباراً متداولة ومع ان الشعرية تختص بما هو شكلي، الاّ أن المضمون الذي حملته النصوص اسهم في بلورة تلك الشعرية، وكشف دلالات النص الجمالية، ولعل الكتاب اطّرا لموضوع انساني واجتماعي، جمع فيه الوحيدي عدداً مع الصور المائلة التي افرزتها التجارب المعيشة فهي عصارة محمول فكري واجتماعي وثقافي مع تشكيل تعبيري متفرد.