الجهاز التعلیمی والخدمی فی مدارس العراق فی العصر العباسی
الملخص
إن من أبرز ما یمیز الحضارة الإسلامیة فی العصر العباسی هو ذلک الاهتمام الکبیر بالجانب الثقافىّ، وما بلغته المعرفة من تطویر کبیر، وما أصاب التعلیم من ازدهار واسع، وإنشاء المدارس فی الإسلام من المنجزات العظیمة التى حققت الأهداف العلمیة، والتربویة، وقدمت الخدمات الجلیلة للإنسانیة جمعاء، وظل الکتاب والبیت والمسجد کأوساط لتربیة الطفل تلعب دورًا رئیسًا حتى انتقل التعلیم من المساجد کأماکن للتعلیم إلى المدارس، ولکن ظل الکتاب یلعب دورًا هامًا فی تربیة الطفل بجانب المدرسة، ولم تعرف المدارس فی عهد الصحابة و التابعین ، ولم تنشأ إلا فی القرن الرابع الهجرىّ، وتشیر مصادر التاریخ إلى أن مدینة نیسابور کانت رائدة المدن الإسلامیة فی إنشاء المدارس، فقد شید أهلها مدرسة للفقیه الشافعىّ أبى إسحاق الإسفرایینىّ، کما تشیر المصادر إلى أن مدرسة أخرى أنشئت فی تلک المدینة للعالم أبى بکر البیهقى، ونلاحظ هنا أن إنشاء المدارس فی الإسلام کانت مبادرات شعبیة نشأت فوق أکتاف الشافعیة لتدریس مذهبهم وأصوله الذى لم تکن الدولة تعمل به وقتذاک، والمدارس فی أول عهدها لم تستکمل شروط المدرسة فقد تکونت من بیت له رحبة واسعة فیه بعض الغرف للدرس.