منصب الجاثليق ودوره في الدولة المغولية الأيلخانيــــة
الملخص
تعود الجذور التاريخية للطائفة النصرانية النسطورية الى حقبة الحكم الساساني في العراق يشاركهم فيها اقلية من معتنقي المذهب اليعقوبي, وكانت المدائن عاصمة الدولة الساسانية مركزاً لرئيس النساطرة والذي عرف فيما بعد بمنصب الجاثليق واستمر ذلك حتى بعد قيام الدولة العباسية واتخاذ بغداد عاصمةً لها. والجاثليق وظيفته تعيين ونقل الاساقفة والمطارنة من جميع البلدان التابعة له, والتي كانت في أواخر القرن الخامس الهجري تشمل كلاً من المشرق الاسلامي والصين, وكان منصب الجاثلين في أواخر العهد العباسي يكتب له عهد من الخليفة العباسي يجعل سلطته رسمية على رعيته ويفرض عليهم الطاعة ويحكم فيها بينهم بما يجيزه شرعهم.لم تكن أحوال نصارى العراق في عهد المغول الايلخانيين على حالة واحدة, بل كانت تتغير بتغير الحكام, فحكامهم الذين كانوا يدينون بالنصرانية احسنوا الى رؤسائها وأعفوا رعاياها من الجزية ومنحوهم براءات تؤيد ذلك, فأعان هولاكو النصارى لان زوجته كانت نصرانية, وبلغ من رعاية المغول للنصارى أن ساهم بعض الايلخانات أو ممثلوهم في تنصيب رئيسهم الديني الأعلى(الجاثليق) في احتفالات رسمية تقام تحت رعايتهم, فنجد أن أختيار الجاثليق في العهد الايلخاني كان يتم اولاً بترشيح من زعماء النصارى, وكان للجاثليق دور كبير في الدولة المغولية الايلخانية وذلك بالتخفيف عن الرعايا النصارى بجزء من العقوبات التي كانت تفرض عليهم من قبل حكام المغول.