تحولات العقيدة الأمنية في الفكر الصهيوني بعد تطبيع العلاقات مع الخليج العربي

يتناول هذا البحث موضوع "تحولات العقيدة الأمنية في الفكر الصهيوني بعد تطبيع العلاقات مع الخليج العربي"، بوصفه أحد أبرز التحولات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة خلال العقد الأخير، وذلك من خلال دراسة أثر اتفاقيات التطبيع – خاصة مع الإمارات والبحرين – على مرتكزات الفكر الأمني الإسرائيلي، يستند البحث إلى فرضية رئيسية مفادها أن التطبيع الخليجي لم يكن مجرد خطوة دبلوماسية أو اقتصادية، بل مثّل متغيرًا استراتيجيًا أعاد رسم البيئة الإقليمية من منظور صهيوني، وأنتج تحولات نوعية في مفاهيم الأمن، وأدوات الردع، وطبيعة التحالفات، وإدراك مصادر التهديد.

   وقد خلص البحث إلى أن الصهيونية باتت تعيد تعريف مفهوم "العمق الاستراتيجي" ليشمل الشراكات الخليجية، وتطوّر خطابًا أمنيًا يتجاوز الحدود التقليدية للمواجهة، نحو توظيف أدوات ناعمة وتكنولوجية، بالتوازي مع استمرار حضور التهديدات التقليدية مثل إيران وحماس، كما بيّن البحث أن هذا التحول لا يخلو من تناقضات، لا سيما في ظل استمرار الاحتلال، وتعقيد الموقف من القضية الفلسطينية، وهو ما يجعل العقيدة الأمنية الصهيونية في حالة إعادة تشكيل مستمرة، تتأثر بالتوازنات الهشة في الإقليم ومحددات الداخل الصهيوني.