عقيدة القومية الاوكرانية في الفكر السياسي لـ(دميتري إيفانوفيتش دونتسوف)

لطالما استحوذت فكرة القومية على اهتمام الفلاسفة والمنظرين السياسيين، لا سيما كوسيلةٍ للدول لنيل الاستقلال ومقاومة الهيمنة الاستعمارية. إلا أن القومية لم تكن يومًا مفهومًا ثابتًا؛ بل تطورت بناءً على سياقات تاريخية وأيديولوجية. ومن الشخصيات المؤثرة في هذا الخطاب المفكر السياسي الأوكراني دميتري إيفانوفيتش دونتسوف، الذي انحرفت رؤيته للقومية الأوكرانية اختلافًا حادًا عن المُثل الإنسانية. كانت رؤيته - العرقية والرومانسية والتوسعية - متجذرة في إطار شمولي وفاشي، مشبعة بأيديولوجيات المفكرين الغربيين المتطرفين. أكدت قومية دونتسوف على القوة والعنف والعنصرية والكراهية كقوى دافعة، رافضةً التعايش السلمي والقيم الأخلاقية. شكلت هذه الرؤية بشكل كبير الهوية السياسية للدولة الأوكرانية الحديثة وسياساتها، محليًا وخارجيًا. كما أثرت على القادة الأوكرانيين المعاصرين، الذين رأوا، تحت وطأة إرث دونتسوف، في التحالف مع الغرب والصراع مع روسيا - وخاصة حرب 2022 - فرصًا لتحقيق طموحاتهم القومية. وفي نهاية المطاف، توصلت الدراسة إلى أن فكر دونتسوف ساهم ليس في قوة مشروع بناء الدولة في أوكرانيا، بل في إضعافه، وذلك بسبب اعتماده على مبادئ انقسامية وغير إنسانية، مما أدى إلى تقويض الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية الوطنية الديمقراطية والسلمية.