الفكر السياسي الإسلامي التركي وأثره على فكر الأحزاب الإسلامية

من المؤكد إنّه ليس للفكر حدود ولا يسير باتجاه واحد، فربما عاد بمسار معاكس لما انطلق منه، فالفكر الإنساني مع كونه تراكمي فإنّه متطور وباستمرار، إلاّ إنّ ذلك يفترض ان لا يؤثر على النظريات والايديولوجيات لما لها من ثوابت وقيم تستند إليها، والا أصبحت أفكارًا وايديولوجيات أخرى، فلا الفكر الليبرالي أو الشيوعي يستمدان أفكارهما من الاتجاه الآخر، ولا من الإسلامي، والعكس صحيح؛ فالفكر الإسلامي يفترض فيه رفض كل ما يخالف الشرع، ولقبول أي مصطلح، يتطلب أولا، لا بد فيه من الرجوع لأصل ذلك المصطلح، بمعرفة منطلقاتها ومصادره الاساسية التي تم الاعتماد عليها في بناء المصطلح وما ينتج عنه من أفكار او ممارسات، ومن ثم النظر فيها ان كانت تتطابق مع أصل الفكر الأساسي لهذا الفكر أو ذاك، ومن منطلق اسلامي هل تتعارض مع الثوابت الإسلامية، أم لا مانع من استخدامها. وضمن هذا الطرح، ودون الوقوف على ذلك بمراعاة الأصل والثوابت برز مفهوم اسلمة الحداثة، بالمزاوجة بين الافكار الغربية والإسلامية. من ذلك الافكار التي يطرحها حزب العدالة والتنمية التركي، والذي انتهج هذا النهج بعد تأسيسه في العام 2002، إلاّ إنّ الأمر لم يتوقف عند تركيا بل انتقلت التأثيرات لتلك الأفكار للأحزاب والشخصيات الإسلامية العربية المنبهرة بالتجربة التركية.