الملخص
التنمية المستدامة هي عملية متعددة الأبعاد والمجالات. جوهرها وعمادها البناء الاقتصادي، ويشكل التعليم قاعدة انطلاقتها، وفي المؤسسات السياسية والموارد البشرية قيادتها وادارتها، ولها أهمية كبيرة تصب في مصلحة الدول والمجتمعات، وبمعنى آخر عملية ارتقاء وتطور مستمر، في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وتناول بحثنا هذا التجربة التنموية الألمانية، التي تعد واحدة من التجارب الدولية التي نجحت في تحقيق عملية التنمية والمحافظة على استدامتها، فتم تقسيم البحث على مبحثين، تناول المبحث الأول: الاطار النظري للتنمية المستدامة، وتناول المبحث الثاني: بدايات التجربة التنموية في ألمانيا، وبينا فيه كيف اعادت ألمانيا بناء نفسها من جديد، بعد خروجها من الحرب العالمية الثانية (1945) منهكة ومدمرة، والسعي من اجل الوصول مرة اخرى الى مصاف الدول المتقدمة، وكانت أولى خطواتها اعادة بناء مؤسساتها الدستورية والسياسية، فأخذت بالنظام الديمقراطي النيابي، وتوزيع المسؤوليات بين المؤسسات الاتحادية (التشريعية والتنفيذية والقضائية) وبين مؤسسات مماثلة لها على مستوى الولايات، كما اعادت بناء اقتصادها المدمر ، وإعادة بناء الفرد الألماني وتنشئته اجتماعياً وسياسياً على المبادئ والقيم الديمقراطية التي ترفض العودة الى الدكتاتورية، وإيلاء المجتمع المدني والقطاع الخاص اهمية كبيرة في عملية التطور والاستدامة. وجاءت الخاتمة لتبين اهم ما توصل اليه البحث من استنتاجات.