الملخص
يناقش البحث إمكانية وجود ارتباط سببي بين سياسات التعليم وتصميم المناهج التعليمية، وكيفية تأثير وانعكاس هذه العلاقة على تحديد محتوى المناهج ومن ثم على صياغة الذاكرة الجمعيّة والهوية الوطنية لدى الأجيال الناشئة سواء بصورة إيجابية أو سلبية. وقد خلص البحث إلى وجود تأثير مباشر لسياسات التعليم على صياغة المنهج الدراسي وفقاً لمنهجية النخب الحاكمة وانعكاس ذلك على تحديد محتوى المناهج إما بتشكيلها ذاكرة جمعية متسقة ومتزنة وهوية وطنية متماسكة لدى النشء أو العكس وفقاً لما تحدده هذه السياسات. فالدول التي تتبنى نهجاً تعليماً يجعل من مضامين الكتب المدرسية مساحةً للرؤية المشتركة للتاريخ والقيم والثقافة ستعزز بذلك الانتماء الوطني وتماسك الهوية الجمعية، فيما تعد الدول التي تتبنى نهجاً يكرس رؤية أُحادية للماضي مع تهميش واستبعاد لماضي وتاريخ الجماعات الثقافية الأخرى في المجتمع سيؤدي ذلك إلى التنافر في الهوية واضعاف الولاء والانتماء. إلا أن التعليم يبقى في جميع الأنظمة السياسية بمختلف سياساتها التعليمية يمثل معرفة غير محايدة لاقترانهِ بأيديولوجيات وأهداف النخب الحاكمة.