جنسیة الانسان الآلی فی منظور القانون الدولی الخاص: دراسة تحلیلیة مقارنة

إن فکرة الجنسیة ولیدة تطور اجتماعی منذ ان اتجه الانسان بنزعته الفطریة للعیش المشترک فی شکل جماعات, وتطورت من مفهومها الاول بوصفها رابطة تبعیة تربط الفرد بالأسرة أو القبیلة الى ان وصلت الى ما هی علیه الان بوصفها تعبیر عن انتماء الفرد الى دولة معینة, لذا فإن الهدف من رابطة الجنسیة ارتباطها بحیاة الدولة وحیاة الفرد, فبالنسبة للدولة فإنها تتعلق بتحدید ارکانه, واما بالنسبة للفرد فإنه یرتب على اکتسابه لجنسیة دولة معینه تمتعه بالحقوق الخاصة بالوطنیین, ومع تزاید تطور المجتمعات فی العصر الحدیث أصبح لزاماً على التشریعات الخاصة بالجنسیة النص على منحها للأفراد- الادمیین- باعتبارهم رعایا الدولة وکذلک منحها للسفن والطائرات باعتبارها تمثل امتداداً لسیادة الدولة, فمن هنا جاء أهمیة موضوع البحث فی واقعة غریبة وهی منح الانسان الالی جنسیة دولة معینة, فکان لابد من تعریف جنسیة الانسان الالی وبیان الطبیعة القانونیة لهذه الجنسیة وأرکانها وأحکامها فی ثلاث مباحث, فتبین أنه لا یوجد تعریف متفق علیه فقهاً وقانوناً لهذه الجنسیة وأن الطبیعة القانونیة لها لا تعدو کونها رابطة تنظیمیة.