التطوُّرات المُعاصِرة في خطاب الكراهية الرَقمي: نظريّة غسيل المعلومات أنموذجاً
الملخص
تهدف هذه الدراسة إلى التعريف بالمناورة الأكثر التفافاً والتواءً في الاستراتيجيّة الرقميّة لخطاب الكراهيّة، أي غسيل المعلومات وإعادة انتاجها بطريقة مموّهة ومًغلّفة بالموضوعيّة والحياد. وتكمن أهميّة هذه الدراسة في التنامي المُتصاعد لحجم التفاعلات الاجتماعيّة ضمن البيئات الرقميّة مُقارنةً بالعالم الواقعي، فطالما أنَّ البيئات الرقميّة هي أقل انصياعاً للمعايير الأخلاقيّة والقانونيّة؛ لذا فإنَّها أصبحت مرتعاً لأفراد وجماعات تروّج لخطاب يغلب عليه الكُره والعُدوانيّة. توزّعت الدراسة على ثلاثة مباحث رئيسة، عنى المبحث الأوّل بعرض مفهوم خِطاب الكراهية، بينما سُخِّر المبحث الثاني لنقاش خِطاب الكراهية في العصر الرقمي؛ أمّا المبحث الثالث فقد أُفرِد لبيان ماهيّة غسيل المعلومات، ودوره المُلتبس في تمرير خِطاب الكراهية المُعاصر، والآليّات التي اعتمدها في ذلك. وأهم استنتاج خرجت به الدراسة هو أنَّ خِطاب الكراهية الرقمي كان قد عكف على تعديل استراتيجيّته الهُجوميّة تلافياً للنفور الجماهيري من أساليبه المُباشرة، فراهن تبعاً لذلك على دسِّ معلوماتٍ مُزيّفة، أو مبتورة، أو مُشوّهة، تحت ستارٍ من المعلومات المُضلِّلة المُتخفِّية برداء العلم والموضوعيّة الشكليّة.