استراتیجیات إِدارة المفاوضات الدولیة: إِطار نظری
الملخص
تُجسد الاستراتیجیات التفاوضیة الحجر الأساس فی نجاح أی مفاوضات، وهی تعکس وجهی التفاوض کعلم وفن، إِذ تستند على الأصول والمبادئ العلمیة بجانب الخبرات والمهارات الشخصیة، وهی تُحدد التصور العام للمسار الذی ینبغی أن تسلکه المفاوضات، وتشمل على تحدید الأهداف والغایات المرجوة مِن عملیة التفاوض، والتکتیکات والسیاسات الموصلة إِلیها. فالتفاوض یُمثل عملیة مُمارسة وهو یتطلب مِن المفاوض أن یکون واعیاً ومُدرکاً للمناخ التفاوضی وهیکلیته واستراتیجیته، فالعملیة التفاوضیة لها شروطها ولها قواعدها ولها قوانین مُعینة مرسومة مُسبقاً، ویتحتم على من یرغب فی خوضها الالتزام بتلک القواعد وتلک الشروط. ومِن هُنا فان مهارات التفاوض لا تأتی مِن فراغ ولا یغنیها العلم وحده، وإنما تأتی نتیجة للمُمارسة والخبرة. ویمکن القول؛ إِنَّ طبیعة العلاقة بین طرفی التفاوض تُحدد نوع المنهج المُستخدم فی العملیة التفاوضیة، والمنهج المُستخدم یُحدد الاستراتیجیة المُختارة، ومِن ثُم فانه یمکن تنویع وتقسیم الاستراتیجیات وفقاً للمناهج المُختلِفة للتفاوض، وقد تم الترکیز على کُل مِن استراتیجیات منهج المصلحة المُشترکة ومنهج الصِراع، لاسیما وأن العلاقة التفاوضیة بین أطراف التفاوض لا تخرج عن کونها إما علاقة مصلحة مُشترکة أی تعاون، أَو علاقة صِراع قائمة على التنافُس والعِداء